كلمة رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان خلال مؤتمر اتحاد النقابات السياحية

إذا لم تقرّوا الخطة، وسنجتاح الشوارع ونأخذها بالمظاهرات السياحية

لهم عيون ولا يبصرون ... لهم آذان ولا يسمعون ... لهم عقول ولا يفكرون...
الويل لأمةٍ أرضها سائبة، وأعمالها وعود وتأجيل وتسويف ومماطلة وإلغاء.
الزملاء المقاومون والصحافة الكريمة،
يا أذكياء السياسة! ألا تنظرون؟ ألا تسمعون؟ ألا تفكرون؟
أنتم دمّرتم البلاد وتدرون.. خطاباتكم الرنانة لم تعط خبزا ولم تسد جوعا وشعاراتكم لم تدر فلسًا مقدوحًا.
طائفيون أنتم.. مذهبيون .. تعصبيون.. وكيديون...
فعمل السياحة هو رؤية وخطة وتخطيط وعمل دولة، وليس عملًا فرديًا،
أدخلت السياحة 80 مليار دولار خلال 10 سنوات، ودفعت ضرائب ورسوم واشتراكات 30 مليار، ولمْ تضيئوا فيها مرفقًا سياحيًا واحدًا...
فأنتم غافلون.. ومستهترون .. ونائمون.. ومن لحمنا تأكلون..

التجاذبات السياسية والمحاصصات الوزارية منعت السلطة إعطاءنا القليل من الكثير وفشلوا بإقرار الخطة السياحية وحُرم القطاع من أدنى حقوقه، بالرغم من المساعي والكد،ّ ولم نترك بابًا إلا وطرقناه، ويبدو أن السياحة "ما إلا بيْ".

أيها المقنعون،
نعلمكم بكل صراحة ووُضوح ومن دون مؤاربة أو خجل أو تَسويف أننا سننزع ربطات العنق من رقابنا المثقلة بالمتاعب والمصاعب والديون : إذا لم تقرّوا الخطة، وسنجتاح الشوارع ونأخذها بالمظاهرات السياحية،
فما أخذ منا بالتمنيات .. لا يسترَد.. إلا بقوة الضربات!
نمهلكم أيامًا معدودة - ليس كرمًا لكم، إنما حبًا بهذا الوطن، وإيمانًا منا فيه، وكرمى لأصحاب المؤسسات في المناطق - إنْ كان هناك موسم - لكي تلبّوا طلباتِنا المحقة وإلاّ سنكون نحن، أرباب العمل 10 آلاف وعمالنا برقبتنا 160 ألف وكل من يدور في فلكنا وعيالهم، نصف مليون، سنكون من عديد الثوار الجائعين على الأرض، كما ستلتزم نقابة أصحاب المطاعم المقررات التي ستُتلى عند انتهاء هذا المؤتمر. إن مراسم تشييع القطاع قد بدأت والدعوات قد كُتبت ولم يبقَ إلا الإشارة الإنطلاق...
بعد أن صبرنا صبر أيوب، نعلن اليوم ما يلي:

أولًا: إقرار خطة الإنقاذ السياحية في مجلس الوزراء فورًا، فقطاعنا ينازع في العناية الفائقة،

فأعطوه الأولوية بدل دعم المازوت والطحين والدولار المهرّب والشمندر السكري.
ثانيًا: من الآن وصاعدًا نحن أهل القطاع ونحن من يرسم السياسة السياحية ولا أحد يستطيع أن يرسمها إلا بالشراكة معنا.
ثالثًا: لم نعد نستطيع دفع الضرائب والرسوم فسمعنا الكثير وقَرأنا التعاميم البالونية وأساءت البنوك الأمانة وفقدنا السيولة والقدرة الشرائية فضلًا عن العامل النفسي، وصرنا نشتري الدولار بـ 10000 ونبيعه بـ 1500 ليرة، "يعني طبخة بحص" وسياحة على حساب المؤسسات وأصحابها ولا نستطيع الاستمرار من دون دولار سياحي مدعوم.
رابعًا: بإسم القطاع وأهله، إذا لم نحصل على حقوقنا قريبًا سنعلن العصيان المدني السياحي شاء من شاء وأبى من أبى وسنعلن إنفصال الشراكة عن الدولة وقد أعذر من أنذر..
خامسًا: أين هو التضامن الاجتماعي والإتحاد الاقتصادي في الحلقة الاقتصادية، خصوصًا في ظل هذه الظروف الرديئة؟
أخيرًا، زملائي في القطاع، شمالًا وجنوبًا وبقاعًا وفي كل لبنان،
"الخيل والليل والبيداء تعرفكم" وتعرف قدراتكم وإبداعكم.. وإذا تجرّأوا ودمّروا هذا الوطن الحبيب سنعيد بناءه على رؤوسهم.
لن يصح لبنان من دون سياحة! إنْ عشتم... دام الوطن